فيلم “أفغانستان.. لماذا؟” هو الفيلم الوحيد الذي لم نشاهده لسندريلا الشاشة العربية سعاد حسني حتى الآن، فرغم مرور أكثر من 30 عاما على إنتاجه، إلا أن الفيلم لم يعرض إطلاقا ولم يصل إلى شاشات السينما يوما.
أبطال فيلم أفغانستان لماذا؟
كان غرض المصباحي مخرج فيلم أفغانستان لماذا؟، أن يصنع فيلما عالميا بنجوم عالميين، ولكن بتقنيين مغاربة وعرب، كان على رأسهم المصور الكبير عبدالعزيز فهمي، فيما يقول الناقد المغربي عمر بلخمار، إن المخرج المصري يوسف شاهين أعار المصباحي طاقمه التقني الكامل لمساعدته في تصوير فيلم “أفغانستان.. لماذا؟”.
أما الممثلين فاختار، شاك كونرز، وهو رياضي أمريكي اشتهر بلعب كرة السلة والبيسبول ودخل مجال التمثيل في عام 1952، إلا أنه لم يحقق شهرة كبيرة في السينما، وكانت أدواره في التلفزيون أهم، وجوليانو جيما، وهو ممثل إيطالي وجد فرصته في السينما الأمريكية، حيث اشتهر بأداء أدوار رعاة البقر والمشاركة في الأفلام التاريخية الحربية.
كما شاركت في الفيلم أيضا النجمة اليونانية إيرين باباس، التي اشتهرت بأداء أدوار الشخصيات العربية في أفلام المخرج مصطفى العقاد، الرسالة وعمر المختار، والنجمان المصريان سعاد حسني وعبدالله غيث، بالإضافة إلى ممثل فرنسي يدعى “مارسيل بوزوفي”، وما يزيد عن 30 ممثلا مغربيا على رأسهم الممثل حميدو بنمسعود، بخلاف آلاف الكومبارس من مدينة تطوان.
لماذا أختار المصباحي سعاد حسني
قالت الكاتبة الكبيرة نعم الباز، في مقال لها نشر بصحيفة “المصري اليوم” عام 2010 بمناسبة زيارتها للمغرب، إن المصباحي اختار سعاد “للعبقرية التى فرضت نفسها على الساحة الفنية وعششت وتربعت على عرش الوجدان العربي”، فهو لم يجد أفضل منها ليواجه العبقرية اليونانية إيرين باباس وجوليا نوجما وشيك كونرس ونجم المسرح العملاق عبدالله غيث.
جسدت سعاد دور فتاة أفغانية تقف ضد الذين يهددون باحتلال بلدها، حتى أنها لم تخش الوقوف أمام المحققين ولا حتى الوقوف تحت تهديد السلاح، وقال المصباحي فى أحد تصريحاته: “سعاد كل شىء فيها عبقري، ملامحها عبقرية تستطيع أن تعطي الإحساس بأنها مصرية وأفغانية وبالدور الذي تؤديه تقنع من أمامها بحرفية عالية”.
لماذا لم يعرض فيلم أفغانستان لماذا؟
الفيلم لم يظهر للنور بالرغم من محاولات المصباحى العديدة لإعادة أحيائه، وبالرغم من ذلك لم يتوقف المصباحي عن الحديث عن قرب عرض الفيلم في دور السينما، متوقعا أن يحدث الفيلم ضجة عند عرضه مؤكدا أن الفيلم يزيح غبارا كثيفا أمام مختلف الأجيال خاصة أنه كان قد تنبأ بانهيار الاتحاد السوفيتي، وبسيطرة وغلبة أمريكا في المستقبل كما حدث بالفعل.
ظل المصباحي يؤكد دون كلل أو ملل، أن الفيلم بات جاهزا للعرض وأنه وضع له اللمسات الأخيرة، وينتظر فقط أن يعرض في دور السينما، إلى أن توفي المصباحي نفسه في 16 سبتمبر 2016، دون أن يعرض الفيلم أو يشاهد الجمهور منه ولو مشهدا واحدا.