حدث

رسالة سميحة أيوب للعالم في اليوم العالمي للمسرح

يتم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح في 27 مارس من كل عام عبر دعوة شخصية بارزة في المسرح العالمي لمشاركة أفكاره أو انعكاساته حول المسرح والانسجام الدولي، وقد وقع اختيار الهيئة الدولية للمسرح على سيدة المسرح العربي سميحة أيوب لكتابة رسالة اليوم العالمي للمسرح لهذا العام 2023، بوصفها شخصية مسرحية رفيعة المستوى.

رسالة سميحة أيوب للعالم في اليوم العالمي للمسرح

في كلمتها التي نُشرت بموقع اليوم العالمي للمسرح التابع لمنظمة اليونسكو world-theatre-day.org، والتي تم ترجمتها لأكثر من ثلاثين لغة وتناقلتها كل المحافل المسرحية الدولية بالعالم تحدثت سميحة أيوب عن شعورها بأن العالم بأسره بات كالجزر المنعزلة.

وعلى الرغم من أن العالم لم يكن أكثر التصاقاً ببعضه البعض منه اليوم، إلا أنه لم يكن أكثر تنافراً وابتعاداً عن بعضه اليوم، والذي يُعد مفارقة دراماتيكية فُرضت من خلال عالمنا المعاصر.

وأوضحت أنه رغم التقارب الناتج عن تداول الأخبار والاتصالات الحديثة التي كسرت كل حواجز الحدود الجغرافية، إلا أن ما يشهده العالم من صراعات وتوترات فاقت حد التصور المنطقي وخلقت وسط هذا التقارب الظاهري تباعداً جوهرياً ابتعد عن الجوهر الحقيقي للإنسانية في أبسط صورها.

وأكدت أيوب أن المسرح في جوهره الأصلي هو فعل إنساني محض قائم على جوهر الإنسانية الحقيقي لافتة لأهمية ما يقوم به المسرحيون من مؤلفين ومخرجين وممثلين وسينوغرافيين وشعراء وموسيقيين ومصممي كوريغرافيا وحتى التقنيين والفنيين، فالكل يشارك في فعل لخلق حياة لم تكن موجودة من قبل أن تعتلي خشبة المسرح.

ومن ثمّ فهذه الحياة تستحق يداً حانية تتعهدها وصدراً حنوناً يحتضنها وقلباً حانياً يأتلف معها وعقلاً رزيناً يوفر لها ما تحتاجه من أسباب الاستمرار والبقاء.

وأشادت سيدة المسرح العربي بالمسرحيين فهم من يمنحون الحياة رونقها ومن يوفرون الأسباب لفهمها، ويستخدمون نور الفن لمواجهة ظلمة الجهل والتطرف ويبذلون من جهدهم ووقتهم ودموعهم ودمائهم وأعصابهم كل ما يتوجب بذله من أجل تحقيق رسالة المسرح السامية، والمدافعين بها عن قيم الحق والخير والجمال فالحياة تستحق أن تعاش

ودعت أيوب مسرحيو العالم للوقوف صفاً واحداً، يداً بيد وكتفاً بكتف لينادي الجميع بأعلى صوت لتخرج كلماتهم التي توقظ ضمير العالم بأسره لكي يبحث في داخله عن الجوهر المفقود للإنسان.

الإنسان الحر السمح المحب المتعاطف الرقيق المتقبل للآخر، الذي ينبذ الصورة القميئة للوحشية والعنصرية والصراعات الدموية والأحادية في التفكير والتطرف والغلو.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى